ونحن أيضا نحتفل بمولد النبي صلى الله عليه وسلم

[center]بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد الله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم،،، أما بعد:
يعجب المرء حين يلحظ فئاماً من المسلمين كلفوا أنفسهم مالم يأذن به الله. واتبعوا شرائع وطرائق لم يعملها صفوة الخلق محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم ولا صحابته الأخيار، فابتدعوا في الدين، ولو كلفوا أنفسهم السؤال عن أصلها والهدف منها وما فيها من المغرم والمأثم لما عادوا إليها مرة أخرى، فليس الدين شهوة جامحة ولا تقليدا أبلها .. إنما هو الشرع الموحى والسنة الموروثة عن أولي البصائر والأخلاق والنهى: ((فَعَلَيْكُمْ بِسُنَّتِي وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ الْمَهْدِيِّينَ عَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ وَإِيَّاكُمْ وَالْأُمُورَ الْمُحْدَثَاتِ فَإِنَّ كُلَّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ)).[ سنن إبن ماجة، وصححه الألباني].
وفي هذه الأيام أحبتي في الله يحتفل من أعمى الله قلبه عن إتباع سنة نبيه صلى الله عليه وسلم بما يسمى (( بالمولد النبوي )) كبرت كلمة تخرج من أفواههم... وأنا هنا لست بصدد الحديث عن بدعية الإحتفال بالمولد النبوي، ولكن أقول للذين يرمون أتباع السنة بالتشدد وخصوصا أتباع السلف الصالح: [ أن السلفيين يحتفلون بمولد النبي صلى الله عليه وسلم!!! ].
وقد يقول قائل: ماذا تقول يا رجل؟!! السلفيون الذين يحاربون هذه البدع يحتفلون بالمولد النبوي؟!!
أقول: نعم، يحتفلون بالمولد النبوي، ولهم في ذلك أسوة حسنة، وسلف صالح في هذا العمل!!!.
أتدرون من احتفل بمولد النبي صلى الله عليه وسلم؟
احتفل بمولده أبو بكر رضي الله عنه.
وعمر بن الخطاب..
وعثمان..
وعلي..
وسائر الصحابة رضي الله عنهم..
ومن جاء بعدهم من التابعين..
واحتفل بمولده كل من اتبع سنته..
ولكن إخوتي هؤلاء الذين احتفلوا بمولده صلى الله عليه وسلم، احتفلوا بما شرعه لهم النبي صلى الله عليه وسلم...
لم يحتفلوا كما يحتفل أهل البدع اليوم من إلقاء القصائد الشركية، والرقص، والطبل، والإختلاط بين الجنسين... وإنما احتفالهم كان سنياً مشروعا من نبيهم صلى الله عليه وسلم.
ودعونا لا نكثر الكلام في المسألة... وربما يقول قائل: ما هو دليلك يا شيخ على هذا الاحتفال السني الذي تزعم؟!!.
أقول: اسمع معي الى حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم:
فعَنْ أَبِي قَتَادَةَ الْأَنْصَارِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (( سُئِلَ عَنْ صَوْمِ يَوْمِ الِاثْنَيْنِ قَالَ ذَاكَ يَوْمٌ وُلِدْتُ فِيهِ وَيَوْمٌ بُعِثْتُ أَوْ أُنْزِلَ عَلَيَّ فِيهِ )).[ أخرجه مسلم].
فكأن النبي صلى الله عليه وسلم يقول: كيف تسألني عن هذا اليوم؟! والله عز وجل قد أخرجني فيه إلى الحياة.
فنبينا صلى الله عليه وسلم قد فتح لنا باب الشكر والإحتفال بمولده بصيام يوم الاثنين وهو اليوم الذي ولد فيه.
فلو سألنا هؤلاء الذين يزعمون حب النبي صلى الله عليه وسلم هل تصومون يوم الاثنين؟!!
لوجدت أكثرهم لا يصومونه ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
فهم يحتفلون فيه مرة في العام، ونحن إن لم أقل نحتفل فيه كلّ يوم، فنحن نحتفل فيه كل أسبوع بحمد الله.
فهذا ما جال في خاطري وأحببت أن أذكره.
وجزاكم الله خيرا.[center]